منى123 عضو جديد
الجنس : عدد المساهمات : 66 تاريخ التسجيل : 22/12/2011
| موضوع: قصّة الزّوجة الوفية الأحد ديسمبر 25, 2011 3:22 am | |
|
قصّة الزّوجة الوفية ......
السلام عليكم :
المرأة الوفيـة لزوجهـا
حُكي أن بعض الملوك طلع يوما إلى أعلى قصره يتفرج فلاحت منه التفاتة فرأى امرأة على سطح دار إلى جانب قصره لم ير الراؤون مثلها فالتفت إلى بعض جواريه فقال لها : لمن هذه ؟ فقالت يا مولاي ، هذه زوجة غلامك فلان ، فنزل الملك و قد خامره حبّها و شغف بها ، فاستدعى الغلام و قال له : خذ هذا الكتاب و امض به إلى البلد الفلانية و آئتني بالجواب فأخذ الغلام الكتاب و توجه إلى منزله فوضع الكتاب تحت وسادته وجهز أمره و بات ليلته .فلما أصبح ودّع أهله و سار طالبا لحاجة الملك و لم يعلم بما قد دبّره له ، أمّا الملك فإنه لما توجه الغلام قام مسرعا و توجه مختفيا إلى دار الغلام فقرع الباب قرعا خفيفا فقالت امرأة الغلام : من بالباب ؟ قال : أنا الملك سيد زوجك .ففتحت فدخل و جلس .فقالت له : أرى مولانا اليوم عندنا فقال : زائرا ! فقالت له : أعوذ بالله من هذه الزيارة و ما أظن فيها خيرا .فقال : ويحك إنني أنا الملك سيد زوجك و ما أظنك عرفتيني . فقالت : بل عرفتك يا مولاي . و لقد علمت أنك الملك و لكن سبقتْك الأوائل في قولهم : سأتـرك ماءكم من غير ورد و ذاك لكثـرة الـورّاد فيـه إذا سقط الذباب على الطعام رَفعت يدي و نفسي تشتهيـه و تجتنب الأسـود ورود ماء إذا كان الكلاب ولغن فيـه و يرتجـع الكريم خميص بطن و لا يرضى مساهمة السفيـه ثم قالت : أيها الملك تأتي إلى موضع شرب غلامك تشرب منه ؟ ! فاستحى من كلامها و خرج و تركها فنسى عصاً مذهبة في الدار من شدّة الحرج الذي تملكه .. هذا ما كان من الملك ، و أمّا ما كان من الغلام فإنه لما خرج و سار تفقد الكتاب فلم يجده فتذكر أنه نسيه فرجع إلى داره فوافق وصوله عقب خروج الملك من داره فوجد عصا الملك التي كان يحملها معه فطاش عقله و علم أن الملك لم يكن ليرسله في المهمة إلا لأمر يفعله فسكت و لم يبد كلاما و أخذ الكتاب و سار إلى حاجة الملك فقضاها ثم عاد إليه فأنعم عليه بالمال فمضى إلى السوق و اشترى ما يليق بالنساء و هيأ هدية حسنة و أتى زوجته فسلم عليها و قال لها : قومي إلى زيارة أبيك و أظهري لأهلك الهدية التي أنعم الملك عليك ، و امكثي عندهم حتى آتي إليك . فقالت : حبا و كرامة ثم قامت من ساعتها و توجهت إلى بيت أبيها ففرحوا بها و بما جاءت به معها . فأقامت عند أهلها مدة شهر فلم يذكرها زوجها و لا ألّم بها . فأتى إليه أخوها و قال له : يا فلان !إما أن تخبرنا بسبب غضبك و إما أن تحاكمنا إلى الملك . فقال : إن شئتم الحكم فافعلوا ، فما تركت لها عليّ حقا .فطلبوه إلى الحكم . فأتى معهم . و كان القاضي إذ ذاك عند الملك جالسا إلى جانبه فقال أخو زوجة الغلام : أيّد الله مولانا قاضي القضاة ؛ إني أجرت هذا الغلام بستانا سالم الحيطان ببئر ماء معين عامرة و أشجار مثمرة فأكل ثمره و خرّب بئره و هدّم حيطانه . فالتفت القاضي إلى الغلام و قال له : ما تقول ؟ فقال : أيها القاضي قد تسلمت هذا البستان و استمتعت بثماره و شربت من مائه و لكن لم أخرب منه شيئا و لم أهدم حيطانه . فقال أخو الزوجة للقاضي حينئذ : أريد منه السبب لردّه .قال القاضي للغلام : ما قولك في سؤاله ؟ فقال : و الله يا مولاي ما رددت البستان كراهة فيه و إنما جئت يوما من الأيام فوجدت فيه الأسد فخفت أن يغتالني فحرمت نفسي دخول البستان إكراما للأسد ... و كان الملك متّكئا فاستوى جالسا و قال : يا غلام ارجع إلى بستانك آمنا مطمئنا فوالله إن الأسد دخل البستان و لم يؤثر فيه أثرا و لا التمس منه ورقا و لا ثمرا و لا شيئا و لم يرتَوِ من ماء البئر لإستحالة وروده ..فلم يلبث في البستان غير يسير و خرج من غير بأس . و والله ما رأيت مثل بستانك و لا أشد احترازا من حيطانه على شجره ..بعد سماع قول الملك رجع الغلام إلى داره و ردّ زوجته و لم يعلم القاضي و لا غيره بشيء من ذلك .فعادت المودة و المحبة إلى الزوجين أحسن مما كانت بعد ما تأكد الزوج من وفاء الزوجة .
| |
|
روح الأسد عضو جديد
الجنس : عدد المساهمات : 200 تاريخ التسجيل : 29/12/2011
| موضوع: رد: قصّة الزّوجة الوفية الجمعة ديسمبر 30, 2011 12:32 am | |
| تسلم
على ما قدمت من معلومات قيمة ومفيده | |
|